ضرورة التنظيم القانوني لتطوير الذكاء الاصطناعي

                                                               ا.م.د. نارمان جميل النعماني

   لا يخفى على احد ما للذكاء الاصطناعي من أهمية كبرى في يومنا هذا ،حيث اصبح يحتل مكانة واسعة في عالمنا اليوم ، فهو سريع وقادر على زيادة إنتاجية الاعمال وما يرتبط بها ، حيث دخلت التقنيات الذكية في كافة مجالات الحياة من طب وهندسة وفلك وعلوم وابحاث وتنقيب ،فالآلات التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على كل شيء حتى تلك المقتصرة على الدماغ البشري ، فنجد نسبة الخطأ في نتائج العمليات التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي ضئيلة جداً ،فالأجهزة الإلكترونية إذا تمت برمجتها بصورة صحيحة فلن تظهر بنتائج خاطئة ،كما ان النتائج والقرارات التي تظهر عن طريقها سريعة جداً فلاتحتاج الى الوقت الذي يحتاجه الذكاء الطبيعي (البشري ) في الحصول على ذات النتيجة ،كما إن الوقت الذي يحتاجه الذكاء البشري من أجل الخروج بنتائج علمية يختلف عن الذكاء الاصطناعي فالأخير لايحتاج الى النوم والأكل والراحة مثل البشر، كما ان الأعمال التي قد يقوم بيها الذكاء الاصطناعي قد لايستطيع الذكاء البشري القيام بها مثل الدخول في البراكين والتنقيب والخوص في أعماق البحار، وهذه الإيجابيات للذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير التي قد لانجد لها حصر خاصة في الوقت الذي نشاهد فيه التسارع الكبير في عالم الأجهزة الذكية والتطبيقات الذكية، إلا إنه في مقابل هذا التسارع في التطور، هناك من الخطورة والسلبيات, فمثلا كلما تقدم الذكاء الاصطناعي زادت تكاليفه العالية، كما ان التقدم التكنولوجي سوف يؤدي الى الخمول البشري ،فمن خلال المجال الاقتصادي  مثلاً نجد إن الذكاء الاصطناعي ممكن ان يؤدي الى تعطيل سوق العمل وانعدام استغلال الأيدي البشرية العاملة، كما ان هذا التسارع في التقنيات الذكية وعدم تنظيمها بشكل قانوني سوف يكون من الصعوبة على البشر التحكم بها ،خاصة مع ظهور الاستخدام السيء للذكاء الاصطناعي ،لذا فلابد من وضع اطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي يكون بعد دراسة التقنيات واختبارها قبل إصدارها العام ووضع تنظيم قانوني لذا لتلافي الاثار السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.