المسؤولية على شبكات التواصل الاجتماعي

م.م.ابتهال غازي مهدي

   ان الفيس بوك وتويتر وانستغرام وغيرها من الشبكات الاجتماعية مألوفة لنا وربما يستخدمها البعض بانتظام او حتى يوميا للدردشة او متابعة الاخبار, ولكن بصفتنا مستخدمون للأنترنت يجب علينا ان نتصرف بمسؤولية, مثلما نتوقع نفس المسؤولية من هذه الانظمة الاساسية للشبكات المذكورة.

ماهي الشبكة الاجتماعية :

  تعرف الشبكات الاجتماعية بأنها “منصات اتصال عبر الانترنت تسمح لأي مستخدم انترنت بالانضمام او انشاء شبكات مستخدمين لديهم آراء او اهتمامات مشتركة ” وتشترك هذه الشبكات الاجتماعية وفقا للرأي الغالب في خصائص معينة منها دعوة المستخدمون لتقديم بيانات شخصية تتيح لهم تقديم وصف او ملف تعريفي عنهم, كما توفر لهم خاصية تحميل محتوى ينشئه المستخدم مثل الصور او الموسيقى او مقاطع الفيديو او التعليقات او ارسال الروابط الى مواقع اخرى.

نظام المسؤولية عن الشبكات الاجتماعية :

   هنالك اربعة انظمة محددة للمسؤولية تقع على عاتق مشغلي الانترنت تتمثل في نظام تخزين المضيف او مزود الخدمة, ومزود خدمة الانترنت والتاجر عبر الانترنت واخيرا مقدم خدمة المشترك, ويعرف المضيف بانه ” الاشخاص الطبيعيون او الاعتباريون الذين يضمنون, تزويد الجمهور بخدمات الاتصال العامة عبر الانترنت, وتخزين الاشارات او الكتابات  او الصور او الاصوات او الرسائل والتي تكون من اي نوع من مستلمي هذه الخدمات”

ومن ثم تصنف الشبكات الاجتماعية بمثابة مضيفين لأنها تتضمن نشاطا لإتاحة المعلومات للجمهور (مكتوبة كانت او مرئية او صوتية او رسائل) من خلال خدمات الاتصال التي يمكن للجمهور الوصول عليها عبر الانترنت.

ماهي عواقب هذه المسؤولية المحدودة :

    نظرا للاعتراف بالمضيفين, تخضع الشبكات الاجتماعية للمسؤولية, وهذا تقام بتحقق اركانها بما معناه ان المسؤولين عن الشبكات الاجتماعية لا يمكنهم رؤية مسؤوليتهم المدنية اذا لم يكونوا على دراية بالطبيعة غير المشروعة للرسالة التي نشرها مستخدم الانترنت او اذا تصرفوا على الفور لإزالة المحتوى المنشور عندما اصبحوا على علم بطبيعته غير القانونية.

  اما فيما يتعلق بالجرائم الخطيرة مثل التحريض على الكراهية والعنصرية وتمجيد الجرائم ضد الانسانية وانتهاك كرامة الانسان او حتى استغلال الاطفال عبر هذه الشبكات, يجب ان يفي البلد المضيف بعدة التزامات فلابد من وجود نظام يسمح لمستخدمي الانترنت بالتنديد بهذا النوع من المحتوى, ويجب على هذه الشبكات بمجرد ابلاغها شجب هذه الانتهاكات التي تشكل جرائم ومخالفات للسلطات العامة .

حقوق مستخدمي الانترنت على الشبكات الاجتماعية :

    كما نعلم هنالك العديد من المخاطر على الشبكات الاجتماعية في الواقع يمكن ان تكون ضحية التنمر او سرقة البريد الالكتروني وسرقة الهوية او الصور الخاصة فإذا حدث ذلك يمكنك الابلاغ عن ذلك مباشرة على الشبكة الاجتماعية كما يمكن مراجعة القضاء لمعاقبة المسيء والمطالبة بالتعويض, ويحيط حقوق المستخدمين قيود تتضمن الالتزام بالسرية فيما يتعلق ببعض المعلومات لفئة معينة كالموظفين وغيرهم فقد يترتب فعل الافشاء فصل الموظف او انهاء عقد العامل, خاصة وان القضاء اعتبر بعض الشبكات الاجتماعية مساحة عامة لأنها من ناحية التنظيم لا تعمل باي قيد, باستثناء الجدار الخاص بك على بعض الشبكات الاجتماعية الذي يتيح لك قصر الوصول له على اصدقائك فيمكن اعتباره مساحة خاصة, ومن ثم فـأن على البعض الالتزام بالحفاظ بسرية بعض المعلومات التي لا يمكن بثها على الشبكات الاجتماعية دون عواقب, لان عدم الامتثال للقواعد الالزامية للكياسة والسلوك الرقمي الصحيح, يرتب قيام مسؤوليتك المدنية والجنائية.